مكتبة الكون تطلق مبادرة (كتابي الأول ).. ومطالبات بان يتم تعميمها على مستوى الوطن اطلق صاحب مكتبة و دار نشر الكون الاستاذ الصحفي فتحي بن عيسى، مبادرة هي الاولى من نوعها، ليس فقط على الصعيد المحلي بل على الصعيد الاقليمي، دعما للمثقفين والكتاب الذين تقف امكانياتهم المالية المتواضعة أمام مساعيهم لتقديم ابداعاتهم للقارئ العربي. وسيكون لمبادرة (كتابي الأول ) التي تبدأ مكتبة الكون بالعمل بها في الذكرى السنوية الثانية لتأسيسها الموافق31 من اكتوبر الجاري، سيكون لها مردود وصدى إيجابي على المثقف والمبدع. ووفقا للمبادرة تتكفل مكتبة الكون بطباعة ونشر اول عمل لكل كاتب ومبدع وهاوي حالم بولوج كون الكتاب الرحب، ودون ان يدفع صاحب الحلم درهما واحدا، كنوع من انواع الدعم المباشر، حتى يتسنى لهم عرض ابداعاتهم على الملأ، وتجاوز الصعوبات التي حالت دون تحقيق احلامهم. وقال بن عيسى عبر صفحته على فيسبوك، انه سيعلن عن اللائحة التي تنظم المبادرة في 31 اكتوبر، مؤكدا انه أخذ على عاتقه مد يد المساعدة والآخذ بيد كل موهوب ومثقف وكاتب، وأكاديمي يرغب بمشاركة ابداعه مع الجميع. وروى بن عيسى في المنشور ذاته قصة تعكس الواقع المتردي للابداع، والمشكلة المالية التي تواجهه، والتي تقف حائلا دون ظهور المئات من الموهوبين، معتبرا ان الحادثة كانت بمثابة الهام له لاطلاق مبادرة (كتابي الأول). يقول بن عيسى :"دخلت جناح المكتبة فتاة تسأل (عمو أنت ليبي؟) أجبتها : نعم يا بنتي. قالت عندي حلم نطبع روايتي .. كيف اندير؟ قالوا لي تكلفك هلبا؟ وأخذنا الحديث لكيف تكتب؟ وما هي أدوات الكاتب؟ واستعراض نماذج من كتابات نسائية ليبية وتجربتهن.. لأختم بالقول: "اهتمي بالمضمون وكوني نفسك وسنتكفل بالباقي ولا تشغلي بالك سوى بالكتابة. اكتبي لانك تريدين ان تكتبي". وعندها استذكر بن عيسى حاله قبل ربع قرن، قائلا:" وأنا أطوف بكتابي "ما وراء الحجاب" لعلي أجد من يأخذ بيدي وينشره دون جدوى ليبقى حبيس الادارج سنوات عدة الى أن بادر الصحفي الاستاذ حسن الفيتوري جزاه عني خيرا لنشره ضمن سلسلة كتاب المستقل". مبادرة (كتابي الأول ) الرائعة التي اطلقها بن عيسى لا يجب ان تبقى محصورة في شخص واحد او دار نشر واحدة، لان الامر يتعلق بكل ابناء الوطن الذي تهدمت طموحاتهم امام الامكانيات المالية المحدودة، وضيق الحال، وغياب الدعم الرسمي لهذا القطاع، لهذا يجب ان يتكاتف الليبيين في الخارج والداخل للمشاركة في المبادرة والتي ستكشف للعالم بأسره ما عند الليبيين من مواهب في الكثير من المجالات، وستنهي حقبة زمنية عانى فيها المثقف الليبي واندثر خلف جدران اللامبالاة التي سادت طوال السنوات الماضية. كل رجل اعمال ومستثمر ومثقف واكاديمي ودبلوماسي وسياسي، مطالب الان بان يكون جزءا من مبادرة (كتابي الأول) عن طريق تقديم الدعم للمبادرة، حتى تصل الى شرق ليبيا وجنوبها وغربها الى مدنها وباديتها، الى قراها المهمشة التي تفتقر لاقل متطلبات الحياة.. بهذه الطريقة نخلق جيل متحضر يستند الى عز ماضيه في بناء مستقبل زاخر تعززه الابداعات والمواهب والقدرات العلمية.